علاقة تطوير الذات وعلم النفس

علاقة تطوير الذات وعلم النفس

مفهوم تطوير الذات من وجهة نظر علماء النفس
تطوير الذات هو أحد مجالات علم النفس الذي يركز على مساعدة الأشخاص في العثور على نقاط قوتهم وتطويرها ، والتخلص من العوائق النفسية التي تقيدهم، وتتيح لهم الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة عن طريق تعزيز المهارات والخصائص التي يمتلكونها والتي تسمح لهم بمواجهة الحياة بثقة وبرضا أكبر وبطريقة أسهل وأكثر هدوءاً.
لفترة طويلة ، ركز علم النفس فقط على العيوب والمشاكل والاضطرابات النفسية. ولكن مع بداية القرن العشرين ، بدأ كل شيء يتغير على يد ألفريد أدلر وكارل يونغ.
- رفض أدلر حصر علم النفس في تحليل المشاكل والصدمات السابقة لدى الأشخاص ، و توجه نحو التطلعات والإمكانيات الحالية وطرق تطويرها ، مركزاً أيضاً على الطريقة التي تدار بها المشاكل ، وطريقتنا في مواجهة الحياة والصورة التي شكلناها عن أنفسنا.
- قام كارل جوستاف يونج بإثراء مفهوم تطوير الذات ، فقد وجد أن الذات تطورت من اللاوعي غير المتمايز من خلال عملية نفسية يتم فيها دمج العناصر الفطرية للشخصية ومكونات النفس غير الناضجة مع تجارب الحياة.
كيفية ارتباط التطوير الذاتي بعلم النفس؟
تشير الدراسات التجريبية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية إلى أن التطور الذاتي هو عامل نفسي مهم يساهم في الصحة النفسية و تحسين نوعية الحياة.
يمكن أن يكون تطوير الذات أيضاً مكملاً للعلاج النفسي لأنه مشروع حياة طويل الأمد يتطلب عملاً مستمرًا ، وعملية نمو داخلي للوعي مفيدة عندما نصل إلى فترة في الحياة ندرك فيها العلاقة بين أفعالنا وعواقبها ، مما يسمح لنا بتحويل سلوكنا وفقًا لما نتوقعه من الوجود. إنها عملية نمو داخلي تتيح لنا أن ندرك بشكل متزايد مسؤوليتنا عن جودة حياتنا وقدرتنا على تحقيق التغيير والوصول إلى تقدير الذات .
لا يُنظر إلى تقدير الذات الإيجابي على أنه سمة أساسية للصحة النفسية فحسب ، بل يُنظر إليه أيضًا على أنه عامل وقائي يساهم في تحسين الصحة والسلوك الاجتماعي الإيجابي من خلال دوره كحاجز ضد التأثيرات السلبية. كما أنه يعزز بنشاط الأداء الصحي الذي ينعكس في جوانب الحياة المختلفة مثل الإنجازات والنجاح والرضا والقدرة على التعامل مع المشاكل التي يتعرض لها الفرد مثل الأمراض الخطيرة وغيرها.
على العكس من ذلك ، يمكن لمفهوم الذات غير المستقر وضعف احترام الذات أن يلعب دورًا حاسمًا في تطوير مجموعة من الاضطرابات النفسية والمشكلات الاجتماعية ، مثل الاكتئاب وفقدان الشهية العصبي والشره المرضي والقلق والعنف وتعاطي المخدرات والسلوكيات عالية الخطورة. لا تؤدي هذه الظروف إلى درجة عالية من المعاناة الشخصية فحسب ، بل تفرض أيضًا عبئًا كبيرًا على المجتمع.